الاثنين، 31 مايو 2010

كــلنا بشر ~

يؤلمني جداً مدى التخلف و الرجعية التي وصلنا لها !!

قد تزعج كلماتي البعض !! و لكنها الحق .. على الأقل من حيث انا أراها !!!


موقف و رؤية :
اليوم .. في طريق عودتي من السوق المبجل .. سوق واقف !! من بداية الشارع لمحت أطفالاً على طرف الرصيف ينتظرون الفرصه ليعبرون ذاك الشارع الذي تأتي فيه السيارات بوصف أقل ما يقال عنه " منفلته " ... لم أرى ما هية تلك الأطفال .. كلما رأيته أطفال يعبرون .. سيارة .. اثنتين .. 4 و 5 و حتى 6 .. لا احد يقف حتى يتمكن اولئك الأطفال من العبور ~

فاخذت افكر .. " لما اوصل هناك و محد عطاهم سيد .. بوقف و بخليهم يمرون " .. و فعلاً .. ما ان وصلت .. حتى توقفت .. اما السيارة التي كانت خلفي .. فأخذت منحنياً آخر .. وتوقفت بجانبي .. و مع نافذتي المفتوحة .. و صوت العزاء الذي يسمعه من يقف بجانبي تماماً و يدقق فيه !! أسمع تلك الكلمة " و بحرانية بعد " !! تفاجئت كثيراً .. و تلتها مباشرة جملة .. صدمتني !! " خليهم دلين جلف .. يمكن يعبرون تدعمهم سيارة و نفتك من شرهم " ..

اكملت طريقي و كأنيي لم أسمع تلك الجملة .. و لكن اصدائها باتت تتردد في مسمعي .. فاجئني تماماً كلام ذلك الشاب .. و خذت افكر .. حتى و إن اختلفت توجهاتنا السياسية .. الطائفية .. المذهبية .. و العرقية و اختلفت أصولنا .. اليس من حق الأطفال العيش بـ سلام ~ بغض النظر عن أصولهم ؟

ألم تحمل أم ذاك الطفل تسعة شهور .. و عانت الأمرين من آلام المخاض لكي تنجبه !!

من نحن كي نحكم بالإعدام على براءة طفل لاذنب له في خيارات والديه ؟
إحدى اللواتي حدثتهن في الموضوع قالت " ايييه بيكبر و بيصير واحد من اللي يدبحون ولادنا " .. من نحن لنحكم على مستقبلهم ؟

نمشي و نقول ... هم همج .. رعاع .. بدو .. يتعاملون بالعنف و انعدام الحضارة .. ألسنا بتصرفاتنا هذهِ كهم ؟ بل أسوأ منهم .. فنحن ندعي الحضارة في الوقت الذي لا نتعامل فيه بأبسط أساسيتها .. اما هم لم يختلفوا يوماً على كونهم بدو ولن يتغيروا !! فعلى الأقل لم ينسبوا لأنفسهم شيئاً لم يكن فيهم قطاً !!




جملة واحده في مخي الآن تتردد !! نطالب بعدم الطائفية و عدم التمييز .. نطالب بحق العيش مهما أختلفت مذاهبنا و أصولنا !!

و لكننا لا نعمل بمطالباتنا !! ننهى الآخرين عن معاملتنا بطائفية .. و لكننا نتعامل بها !! لا تنهى عن فعل و تأتي بمثله .. عار عليك إن فعلت عظيما !!

و آخر كلماتي هنا أختمها ..

و إن إختلفت توجهاتنا ... فنحن بـــشر ~

حنان الأحمد ~

هناك تعليق واحد:

  1. حنان ,
    أعجبني تفكيركـِ بقوة
    أنا هُنا لا لأختلق لهم الأعذار
    ولكني لإدلاء رأي فقط
    عنصريتنا وطائفيتنا لم تأتي من فراغ
    الظروف حكمت علينا بذلكـ
    معاملت الشعب البحريني وبالأخص البحراني بعنصرية ووقوفنا في آخر الطابور دائماًوتحريف عبارة المواطن أولاً .. ولدت عندنا العنصرية كذلكـ
    وإلغائنا للتعامل بطائفية لن يلغي معاملتهم لنا بطائفية ..
    هذا في حال لم يكونوا أطفال, وإن كان كما ذكرتي (بيكبرون بيدبحون ولادنا) ولكن من يدري ؟ فبين الطيبين خبيث وبين الخبيثين طيب ..

    رغم ذلكـ , هذا ليس عذراً , لأنه الغاية لا تبرر الوسيلة ..

    ردحذف