قبيل الأسبوعين .. كنت اجهز نفسي لمغادرة أرض البحرين لمدة أسبوع !! متجهين حيث تقع فرنسا البحارنة .. أو على الأقل هذا ما أسميته .. بعد ان كنت قررت للتوجه لفرنسا .. و لكن لظروف تتعلق بالـ " فيزا " وما شابه ... لم أغادر لتلك البلاد !!
فـ كترضيه .. تم إرسالي لمدينة أبها الواقعه السعودية بالقرب من حدود اليمن ! و لكم ان تتخيلوا مدى حزني و صدمتي .. و لكن رضينا بالأمر الواقع !! " هي سفرة و السلام "
ليلة السفر .. توجهت إلى أحد المحلات التجارية لشراء " عدة السفر " .. من كاكوات ... و بسكوتات و نودلزات .. وهلم جرا .. لزوم السفر !!
اوقفت سيارتي جانبا ... و نزلت ... و ما ان نزلت .. حتى تلقفني احد " الهنود " .. ماما في يغسل سيارة ؟؟؟
لحظتها قلت له .. بلهجة شبيهة بلهجته " لا ما يبي غسل " ...
و شارفت على المضي قدماً متجهة نحو هدفي الذي هو " المركز اللبناني " ... لحظات حتى سمعت كلمات شبيهه " لو سمحتين .. لو سمحتين ؟؟ "
التفت .. حتى رأيت اثنين من الصبية و بين قوسين مثل ما احنه نقول بحارنة لم يتجاوزا ال12 عاماً .. ابتسمت .. و قلت له .. نعم ؟؟ في شي ؟؟ ..
حتى ابتسم ابتسامة عريضة .. ثم قال : تبين نغسل السيارة ؟؟
تلقائياً قلت له : غسلها .. بس ها غسلها عدل ...
ثم ابتسم و قال : " افا عليش عاد " ... و مضى هو و اخوه نحو سيارتي ..
و انا اتجول بحثا عن " بلعة السفر " أخذت أفكر .. كيف انا و كيف هم !!
احسست فعلا بأنني ناكرة للجميل !! هم يتعبون ليحصلوا على النقود .. وهم في ذلك العمر .. المليئ باللعب و الشقاوة .. و لكن الحياة فرضت عليهم ان يتخلوا عن متعة العطلة الصيفيه .. ليعملوا حتى العاشرة مساءً و ربما أكثر !!! فأي حياة هي هذه !
تذكرت .. ان في ذات اليوم صباحاً ... أعطاني أبي " 150 دينار " .. و قال لي .. خليها عندش ويوم اللي تسافرين بعطيش غيرهم !!!
تذكرت كيف كنت اطالب بزيادة المصروف دائماً .. تذرعاً بغلاء المعيشة !!!
ما ان وصلت للقسم المنشود ... حتى بدأت بشحن السلة التي في يدي جلكسي .. باونتي ... سنكرز .. كندر ... بسكوتات بطعم الجبن .. الملح و الخل .. الباربكيو ... الفلفل الحار ...!!!
و انتقلت لقسم الشوربات .. و كما حصل في القسم سابقه .. نودلز بالدجاج .. نودلز الشعيرية المقلية ... نودلز بالفلفل الحار الخ الخ الخ !!
و شعرت بالملل !! تذكرت امي وعدتني بانها ستشتري لي بعض المستلزمات للسفر غدا صباحا قبل ان اسافر .. ساخبرها بما سينقصني و ستشتريه هي .. و غادرت !!!
عند الكيشر ... اخذت الفتاة تحسب ... دينار ... دينارين .. 3 .. 4 ... 6 ... حتى وصلنا للقيمة النهائية ...8.650 دفعت و غادرت ... متجهة نحو سيارتي ... كان الصبيان لا زالا يغسلان السيارة بأمانة ... وقفت .. رآني الصبي .. لحظة بس لو سمحتين .. بس باقي شوي .. قلت له لا عادي ... وهو يغسل السيارة أتاني فضول .. سالته ... ما قلت لي .. شسمك انت .. بطلاقة اخذ يتحدث وهو يغسل السيارة ... انا فاضل .. و هذا اخويي حسين ... عاودت السؤال ... في اي صف انت ؟؟ .. و ابتسم ابتسامة عريضة .. اثنينا بنروح أول اعدادي !! .. قلت له توأم ؟؟ .. قال ايييي !!! و ابتسم .. " خلصنا " ... مشكورين ... يعطيكم العافية ..
فتحت بوكي .. و اعطيته دينار ... فاخذه و اخذ يبحث عن 500 فلس في جيوبه .. قلت له ماله داعي خلها .. قال لا ما يصير !!!
قلت له انتوا اثنين لاه ؟ بالنص !! سكت .. ثم قال بخجل !! مشكورة ... الله يعوضش و يزيدش ... و مشيت من تلك المنطقة ... و مخي منشغل بالتفكير !!!
إلى أين سنصل !! فأطفالنا باتوا مشتتين !!! طفولتهم منكسرة !!! ذاك الصبي بعمر أختي و لكن شتان .. فرق بينه و بين اختي !!! كم احترمته .. و اعجبني فيه بانه بالرغم من كل شيء كان يبتسم !!!
فلو كنا مكانة هل كنا سنبتسم؟!
حنان الأحمد !
follow me: تابعوني
قبل 12 عامًا
مم خطيرة رفيقتي ...كسرو قلبي الصبيان
ردحذفالله ياخد الحق من الي كان السبب
والحمدالله على سلامتش جبدتي
jojo
الحمدلله على كل حال ..
ردحذفالحياة هكذا، و أصناف الناس كذلك ~
فمنا من يمن الله عليه بالنعم و هم يتكنر لها
و آخرون يرضون بالقليل مما قسمه الرب
و في النهاية فإن الانسان هو من يحدد سعادته من عدمها ، فالسعادة برأيي تنبع من الداخل !
و دمتم سعداء P=
الحمدلله ع السلامة للمرة المليووون D=
بصراحه موقف جدا مؤثر
ردحذفالله يخليهم لاهلهم يا رب
اعتقد ان هاذيلا رغم ظروفهم الصعبه
بيطلعون رياييل ب كل معنى الكلمه
لان قسوة الحياه هي اللي تصنع انسان قوق
قادر على تحمل مسؤليات الحياه
الواحد لازم يفكر دوم بالنعمه اللي عنده
ويشكر الله عليها
وما ينسى الفقراء والمحاتجين
وبالنهايه اكيد ربج ما ينسى حد :)
موقف مؤثّر فعلاً ،
ردحذفأحسّش فرحتينهم !
صرت جذي --> :happycry: !
يا ربي عورتين قلبي .!
ردحذفيكسرون خاطري والله .. تخيلبي تمشين في الشارع ومن توقفين عند الإشارة يجونش جهال صغار يبيعون ورد .. ألعاب .. اي شي .. أي شي في عزّ الحر والشمس ضاربة ألف بس اهم شي ما يطرون !!
يعني الواحد شيقول .. احس قلبي يتقطع اذا اجوفهم ..
الله يرزقهم إنشالله ويعوضهم :)
حنان،
ردحذفهؤلاء هم الرجال، وليس نحن ..
حيناً، تفخرين بأن ترين مثلهم بأن آثروا العمل علتى المذلة، ولم يستسلموا لواقع فُرض عليهم من خِسة و أشباه رجال .. ربما من نظام عالمي غير منصف و غير عادل أيضاً ..
و حيناً آخر تلعنين، من كان السبب ، وليس كأننا دولة نفطية ولها إيرادات .. وقصور و تجار، ولسنا بلد " أصغر من النقطة " .. يكفيه أقل القليل لولا الجشع و اللا إنسانية
ذكرتيني بـ ليـنا .. هي طفلة من أطفال الضاحية الجنوبية في لبنان، لن تصدقي أنها في سن ما دون المدرسة و في أكثر الأحوال صف الأول بقيت تلحق ورائي مرددة " شريطاً " لم ينتهي من الدعوات " الله يوفئك .. الله .. الله .. الله "
أخبرتها أنه ليس لدي الكثير من المال، قالت أعطني أي شيء، حينها أخرجت 500 ليرة لبنانية و هذه تعادل مئة فلس إن لم يكن أقل .. قامت تقفز في الشارع فرحة وهي تبتعد " قفزت كأي طفل طبيعي .. في لحظة عادية " وليس لحظة نشوة وفرح ! ..
لينا ضحية القصف الإسرائيلي، ضحية أن أهلها آثروا الشهامة و الكرامة و العزة على العمالة للعدو ، أما حسين وفاضل لماذا صاروا فقراء ؟
ضحية مــن ؟؟
الحمد الله على كل حال
ردحذفوكل كبيرا بدا صغيراااااا
يوم ما قد يصبحون شيئا في الحياه
لكل مجتهد نصيب